Monday, March 4, 2013

بين رغيف العيش والآي باد



تكلمنا في تدوينة سابقة عن مثلث الفكرة الناجحة

    وكانت أضلاع المثلث هي :

      1. يلبي حاجة أساسية "يحل مشكلة"
      2. يحتاجها كثير من الناس
      3. يشبع هذه الحاجة بطريقة مرضية ومبتكرة

وكلما زادت قوة عناصر المثلث كلما حصلت علي مقابل مادي أكبر

"يعني ايه الكلام ده"؟؟؟؟

يعني "نداء المعدة" الذي تكلمنا عنه سابقاً يعتبر من أقوي الدوافع الأنسانية فهو من عناصر البقاء
وهو ما يدفع كبار رواد الأعمال لتسمية الأفكار المميزة التي تحل مشكلة لشريحة كبير بالفكرة "الخبز"

ربما يكون ذلك غريباً .... دعنا نبحث معاً عن السبب

يوجد عنصرين أساسيين في الخبز

     1- أنه يستهدف شريحة كبيرة جداً إن لم يكن كل البشر
              - لأن الخبز لا يكاد يستغني عنه شخص في طعامه –

     2- أن الخبز تحتاج اليه يومياً ... لذلك ستشتريه مئات بل ألاف المرات في حياتك

نستطيع أن نقول من العنصرين السابقين :

إذا كنت تبحث عن فكرة تدر ربحا ماديا متواصلاً.......
فيجب أن تكون الحاجة أو المشكلة التي تقوم بمعالجتها 1- متجددة  2- ولنفس الأشخاص 

مثال تطبيقي علي ذلك: إذا كنت مبرمجأً ولديك عميلاً يطلب برنامجاً لإدارة حضور وانصراف الموظفين

فهناك طريقان :

1- إذا أعددت له البرنامج لكي يقوم بتثبيته علي أجهزة الشركة
 فأنت ستبيع المنتج لمرة واحدة إلا إذا احتاج الي دعم فني لاحق
- وإن كنت في مصر ربما يقودك ذلك للخسارة بعدما ينتظر العملاء النسخ المسروقة -  :(


2- أن تقوم بعمل نظام لإدارة حضور وانصراف الموظفين من خلال موقع الكتروني
يحصل فقط علي صلاحية مؤقته بوقت ويقوم بتجديدها سنويا
وهنا إذا أردت تفعيل المبدأ المذكور فعليك باختيار النموذج الثاني بالطبع

رغم منطقية الكلام المذكور لكن يبقي هناك نقطة تحتاج لمناقشة

إذا كان من شروط الفكرة الناجحة التي تدر ربحا متواصلاً :
- كثرة شريحة المستخدمين
- وتكرار إستخدامهم لها - كمثال الخبز-

فكيف تتربح شركة مثل
apple  رغم عدم توفر هذه العناصر ؟؟؟!!!!
للإجابة نحتاج أن تشاركونا في إطلالة علي ما يسمي بهرم ماسلو للإحتياجات



وهي من أشهر نظريات التحفيز وتقوم بترتيب حاجات الإنسان بشكل هرمي
فكلما كانت الحاجة أساسية – في اسفل الهرم – كلما كانت دوافعها البشرية أكبر
وما يهمنا الأن هو:

كلما كانت الدوافع البشرية للحاجة أكبر = كلما كان المحرك للدفع المادي أكبر
وهذا يؤيد الكلام السابق حول "الخبز"

لكن السؤال الذي لم نجب عليه هو : كيف تتربح شركة مثل apple  رغم عدم توفر هذه العناصر ؟

الإجابه : نعم, الشريحة المستهدفة تقل لكن العبرة بالقدرة علي الشراء وحجم هامش الربح
لأننا كلما خاطبنا حاجات إنسانية في شريحة أعلي في الهرم .... كلما تغيرت محركات الدفع الداخلية
وهذا يظهر بقوة في الشريحة التي تفتقد قاع الهرم في حياتها
فهي لا تحتمل أي زيادة مادية علي سلعها
فضلاً عن تطلعها لشراء أشياء غير ضرورية من وجهة نظرهم

مع العلم بأن
apple وإن كانت تخاطب حاجة في رأس الهرم..... إلا أنها تستهدف كل العالم

وهذا يدفعنا للقول أن شرط كبر شريحة المستخدمين وإن كان أساسيا إلا أنه من الشروط النسبية جداً
فالخبز لا يوجد أحد لا يحتاج اليه بالطبع "حتي يلبي نداء المعده ذلك العضو كثير الطلبات" :)
 لكن الربح فيه لا يمكن زيادته عن نسبة ما فضلا عن كون جهات متعدده تقدمه أو تقدم بدائل عنه
بينما سلعه كالـ "آي باد" لا يحتاجه فضلا عن استطاعة الحصول عليها إلا شريحة بسيطه جدا – بالمقارنه بالخبز-
لكن القدره الشرائية وهامش الربح ضخم ... بالاضافة إلي عنصر مهم وهو أن المنافسين أو البدائل قليلقه جداااا

وهذا ما يؤكده ستيف جوبز نفسه فيقول :

 حصة شركة apple من سوق الكمبيوتر أكبر من حصة شركة BMW أو مرسيدس أو بورشه في سوق السيارات ، فما العيب في أن نكون مثل BMW أو مرسيدس.

وهذا يؤكد التوجه من البداية ....

ملحوظة نحتاج لذكرها هنا :
من الأوهام المشهورة جداً : فكرتي تخاطب كل الناس وسيستخدمها كل البشر
هذا وهم ... عدد الأمثلة التي يستخدمها كل البشر لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة

ولو حاولت أن ترضي كل الناس فإنك ستقدم "مسخ" وسيرفضه الناس في النهاية
فمثلا:  ... بيبسي تخاطب شريحة وكوكاكولا تخاطب شريحة .... والبعض يفضل العصير الطبيعي عنهما

جوجل , فيس بوك , تويتر تخاطب شرائح محددة ولا يستخدمهم إلا من يمتلك جهاز كمبيوتر بالأساس

 كن محدداً .............   حدد الشريحة المستهدفة وحدد من أين ستحصد المال وكيف


الواجب العملي
     1- حدد مكانك بين "رغيف العيش والآي باد"
     
     2- هل ستعتمد سياسة البيع لمرة واحدة أم العلاقة الدائمة مع العميل

استمر بدعمك لنا بالملاحظات والتعليقات والأفكار والأمثلة 

زين



No comments:

Post a Comment