Thursday, February 28, 2013

حصاد الشهر الأول

بسم الله...
الاستراتيجية التي نتبعها في هذه المدونة هي استراتيجية التعلم المستمر, أو بعبارة أكثر تفصيلا: التجربة ثم القياس أو الاختبار, ثم التعلم, ثم تكرار التجربة...إلخ. Build - Measure - Learn
جربنا في الشهر الفائت تحريك الماء الراكد, و حاولنا التحرر - و لو قليلا - من أغلال الوظيفة, و ها نحن نشارك معكم نتائج الاختبارات التي تلت التجربة, ثم تحليل النتائج و الخطوات القادمة - إن شاء الله -

و ليس أجمل من لغة الأرقام... :-)

فلنبدأ بالمدونة...
- إجمالي عدد المشاهدات: 1553 مشاهدة
- أشهر مقالة: مقالة البؤساء في الوظيفة, و قد شوهدت 223 مرة, و هي أكثر مقالة نالت إعجاب زوار الفيسبوك (76 معجب)
- المقالة ذات التعليقات الأكثر (و ربما الأكثر إثارة للجدل!) هي مقالة حين لا ينفعك ماجستير إدارة الأعمال MBA !
- ترتيب المدونة على أليكسا..
  • على مستوى العالم, جاءت المدونة رقم 12,667,233
  • على مستوى مصر, جاءت رقم 44,294 

- عدد المعجبين بالصفحة: 174
- عدد المتحدثين عن الصفحة: 84
- أكثر منشور شوهد هو مقولة بول غراهام: "العمل لدى الغير يقتل فينا - بالتدريج - حماسة ورغبة تأسيس قصة نجاحنا , الوظيفة تقتل روح المغامرة وتحولنا إلى كائنات مستأنسة , مثل أسد حديقة الحيوان الذي نسي كيف يصطاد وتعود أن تلقى له قطع اللحم بشكل منتظم ليهنأ بالأمان والسعادة الزائفتين" و قد شاهده 239 شخص
- المنشور الذي نال أكبر قدر من إعجاب القراء هو المنشور الذي دعونا فيه للتخلص من الوظيفة "يرفض ترك السفينة خشية الغرق ...... وهي من تفصل بينه وبين جزيرة الأحلام. تخلص من قيدك ....و ابدأ شركتك الآن" و قد أُعجب به 10 قراء
 - المنشور الذي نال أكبر قدر من التعليقات (و ربما الأكثر إثارة للجدل!) هو المنشور الذي دعونا فيه لعدم الاكتفاء بكتب إبراهيم الفقي - رحمه الله - "لا تقرأ لإبراهيم الفقي!-- موضوع مقالتنا القادمة - إن شاء الله -فتابعونا :)" و قد عُلق عليه بـ 33 تعليق!
- نعتمد تقريبا على طريقة واحدة - إلى الآن - في التسويق - و هي أن أقوم أنا و زين بنشر المقالات على صفحتنا على الفيسبوك ثم على صفحاتنا الشخصية و على المجموعات التي نشترك فيها, و لذلك فأكثر ما أُعيد نشره - من غيري أنا و زين - هو مقالة د عبد الكريم بكار "إن الذين لا يفشلون أبدا, هم أولئك الكسالى المحبَطون و القاعدون عن طلب المعالي, أما العاملون فإنهم تارة ينجحون, و تارة يخفقون, هذا عو الشيء الطبيعي." و قد نشرها غيرنا 12 قارئا!

أما حساب تويتر..
فقد جاءت نتائجه متواضعة جدا, نظرا لأننا لم نهتم به على الإطلاق, و أقصى ما فعلناه أننا ربطنا حسابنا على تويتر بحسابنا على فيسبوك لينشر ما ننشره على فيسبوك تلقائيا!

التحليل...
- تقريبا كل المشاهدات أتت من طريق الفيسبوك
- إدخال تعليقات الفيسبوك على المدونة جاءتنا من أحد الأصدقاء, و قد نفعتنا كثيرا, فلا تهمل أبدا ما يأتيك من نصائح!
- العنوان المثير يؤثر كثيرا في نسب المشاهدة و التعليق!
- أكثر المنشورات القصيرة التي لاقت قبولا هي تلك التي تتحدث عن التحفيز.
- وقت الذروة ابتداءا من الثامنة مساءا تقريبا, و ما نشرناه في هذا التوقيت لاقى انتشارا أوسع
- واجهتنا عدة مشكلات تصلح كلها للاختبار كأفكار طبيعية "أورجانيك" نعتمد عليها في أرباحنا في الفترة القادمة - إن شاء الله -
و منها:
  • أننا بدأنا هذه المدونة لتكون مادة عملية بالدرجة الأولى, و يبدو من تفاعل القراء إلى الآن أننا لسنا وحدنا من يريد خطوات عملية, و يغلب على ظني أن هذا الأمر يتعدى مجال تأسيس الشركات أيضا إلى كل المجالات!
  • قد جمعت أكثر هذه الإحصاءات بيدي, و هو أمر مرهق جدا, و نحتاج إلى أدوات تستخرج تلك الإحصاءات بشكل أوتوماتيكي, و أكيد لسنا من يحتاج لذلك وحدنا, و هناك كثيرون غيرنا يحتاجون لذلك! أما المدونة فتحليلات غوغل Google Analytics ستكفي إن شاء الله, و لكن يبقى الفيسبوك, أهم مصادر الزيارات عندنا و هذه فكرة طبيعية تستحق التجربة :)
  • كما ذكرت آنفا, أننا - إلى الآن - نعتمد أساليب تسويق بدائية جدا, و لابد من ترقية هذه الأساليب و لكن بأقل التكاليف الممكنة, فهل وحدنا من نعاني من هذه المشكلة "التسويق الإلكتروني الرخيص الفعال"؟ أحسب أن لا :)

الخطوات القادمة - إن شاء الله - ... 
- تحميل سكريبت تحليلات غوغل للحصول على معلومات أكثر حول أداء المدونة
- الاهتمام بتسويق المدونة أكثر و إيجاد طرق للوصول إليها عن طريق محركات البحث
- تفعيل حساب تويتر أكثر
- البحث عن مدى جدوى استخدام جوجل بلس أيضا
- التأسيس لمرحلة بدء الربح في الشهر الثالث أو الرابع إن شاء الله

طلب تفاعل (الواجب المنزلي سابقا:)..
- كيف ترون هذه الأرقام؟
- هل من أدوات تقترحونها لحل المشكلات التي نواجهها؟
- من خلال الأفكار الطبيعية "الأورجانيك" التي ذكرناها, أيها تظنون قابلا لأن يكون مشروعا ربحيا؟ أو غيرها؟

في انتظار تعليقاتكم :)


و كتبه...سامح دعبس

Thursday, February 21, 2013

الأفكار "الأورجانيك" لتأسيس الشركات!

بسم الله....

هل سمعتم عن الأطعمة العضوية "أورجانيك"؟
هي صيحة جديدة من الأطعمة عندنا في مصر - و لا أدري هل هي صيحة عالمية أم محلية - و تعني - باختصار - أن هذه الأطعمة نمت نموا طبيعيا و لم يدخل في إنتاجها أي مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو عُدلت بالهندسة الوراثية...إلخ, بل لم يُستخدم في إنتاجها إلا أشياء طبيعية (عضوية), فصار يُباع عندنا في مصر خضروات "أورجانيك", فواكه "أروجانيك", حليب "أورجانيك", بيض "أورجانيك"... هكذا يسمونها "أورجانيك Organic" من غير تعريب, فلك الله يا لغة الضاد!
 و يعجبني أكثر تسميتها أغذية طبيعية , و سأستخدم هذه الترجمة المتصرفة في سائر المقالة - إن شاء الله -

حسنا, و ما علاقة ذلك بتأسيس الشركات؟!!
رفقا رفقا...إليك التفصيل أخي رائد الأعمال :)
إذا كنت تبحث عن فكرة لتأسيس شركتك و التخلص من بؤس الوظيفة, فأمامك طريقان:
الطريق الأول: أن تبحث عن مشكلة شخصية لك, تؤرقك و تقض مضجعك, ثم تبحث عن حل عملي لها. بالطبع لا يشترط أن تكون مشكلة, فقد تكون حاجة للترفيه, أو حاجة للتواصل, أو رغبة في الحصول على شيء ما...إلخ. الجميل أنك لست وحدك من يعيش في هذا العالم, و فرصة أن هناك أشخاصا يعانون مثلك من نفس المشكلة كبيرة...فأبشر :)
الطريق الثاني: أن تبحث عن مشكلة, تظن أن الناس - من دونك - يعانون منها, أو تظن أنهم سيحتاجونها في المستقبل القريب.
الأفكار التي تنشأ من الطريق الأول تسمى أفكار طبيعية "أورجانيك", لأنها تظهر و تنمو بشكل طبيعي من غير إدخال أي إجراءات استثنائية لتوليد الفكرة و إنضاجها, كما هو الحال في الأفكار التي تنشأ من الطريق الثاني! و لبساطة هذه الأفكار و إمكانية إيجادها بسهولة, فإنا سنفصل فيها في هذه المقالة, أما من حياته وردية و لا يعاني من أية مشكلات, فلينتظرنا قليلا حتى نفصل في آليات و أساليب الطريق الثاني في مقالات تالية - إن شاء الله -

فلنبدأ ببعض الأمثلة...

- في سبيعينات القرن العشرين, احتاج ستيف وزنياك Steve Wozniak لكمبيوتر, و لأنه كان مهندسا فقد استطاع اختراع كمبيوتر شخصي هو آبل 1 ثم آبل2, و هذه الاختراعات ساهمت بصورة كبيرة في تطوير تقنيات المعالجات الدقيقة Microprocessors فيما بعد. و أسس ستيف وزنياك مع صديقه ستيف جوبز Steve Jobs  بهذه الاختراعات شركة آبل الشهيرة! الطريف أن هذا الكمبيوتر كان مناسبا للهواة, و لم يكن وزنياك وحده من احتاج لهذا الاختراع, بل كان هناك كثير من الناس يحتاجونه, فاستطاعت آبل أن تبيع لهم هذا الكمبيوتر و تجني الأرباح!  ثم بنفس الطريقة, أنتجت آبل الآيبود و الآيفون كما أراد ستيف جوبز أن يستخدمهما لنفسه!
 - في السبعينات أيضا, و فور ظهورالحاسب ألتير 8800, طور بيل غيتس Bill Gates مع صديقه بول آلن Paul Allen برنامجا مترجِما للغة البرمجة بيزك BASIC - Interpreter (لا يهم ما هذا, افترض أنه برنامج يحتاجه المبرمجون و كفى) احتاجا لهذه البرنامج بحيث يستطيعا استخدامه بأنفسهما. و كعادة الأفكار الطبيعية "الأورجانيك" فقد كان هناك من يحتاج هذا البرنامج غيرهما..فكانت شركة مايكروسوفت Microsoft العملاقة!
 - في التسعينات, سئم لاري بيج Larry Page و سيرجي برين Sergey Brin من محركات البحث الموجودة, فقاما بتطوير النسخ الأولى من محرك البحث غوغل Google ليستطيعا استخدامه بأنفسهما! و كالعادة, لم يكونا وحدهما من سئم من محركات البحث تلك, بل عم الأمر و طم, فنجحت غوغل!
 - هناك تقليد في الجامعات الأمريكية بطباعة صور الطلاب و معلومات عنهم في كتيب يوزع عليهم و يسمى كتيب الصور facebook, لكن مارك زوكربرغ Mark Zuckerberg استنكر كيف في الألفية الجديدة, و في الولايات المتحدة, و في جامعة هارفارد تظل هذه الكتيبات تطبع؟! ينبغي أن تكون على الإنترنت ليستطيع تبادل هذه الصور مع أصدقائه في الجامعة. ولكن كعادة الأفكار الطبيعية "الأورجانيك" كان الناس يحتاجون أن يكون كتيب الصور على الإنترنت, فكانت فيسبوك Facebook!

يظل معنا صديقنا المتململ دائما...أين الأمثلة العربية؟
حسنا يا صاح...إليك بعض الأمثلة العربية...
- في مصر مشكلة الزحام فاقت كل الحدود, خاصة في القاهرة الكبرى. و يمكن أن يستغرق قضاء حاجة من مكان قريب ساعة فأكثر, ما العمل؟ قام بعض الشباب بحل هذه المشكلة التي تؤرقهم هم شخصيا و طوروا برنامج بيقول لك Bey2ollak لمراقبة حالة زحام الطرق!
 - و بسبب الزحام أيضا في قضاء الحوائج و طوابير دفع الفواتير, حينما عانى بعض الشباب من هذه المشكلة أنشأوا شركة مشاوير و رفعوا شعار "نحضر لك, و نوصل لك, أي شيء, من أي مكان"!
- أما الذين أرقتهم مشكلة الطوابير و دفع الفواتير, فأسسوا لها شركة فوري لتسهيل دفع الفواتير من عند محلات البقالة و الصيدليات و من أي مكان!
الأمثلة الأجنبية و العربية أكثر من أن تحصر, و لولا أنني ما بلغت نصف المقالة بعد لأتيت لكم بالمزيد من الأمثلة, لكن فيما ذكر دلالة على الفكرة.

تريد المزيد من التفصيل؟ 
 حسنا, إضافة إلى ما كتبه زين حول مقومات الفكرة القابلة للنجاح و تعليقي عليها,لن أجد أفضل من بول غراهام Paul Graham - المبرمج و المستثمر الشهير - يحدثك أكثر عن هذه النوعية من الأفكار, و هو أول من قرأت له مصطلح الأفكار الطبيعية organic ideas, يقول - بتصرف شديد -:
- الخط الفاصل بين نوعي الأفكار المذكورين آنفا رمادي جدا, لكن الشركات الناشئة الأكثر نجاحا تنزع لأن تتبع طريق الأفكار الطبيعية.
- كلما كنت أصغر سنا و أقل دراية بالأسواق, صعب عليك سلوك الطريق الثاني (الأفكار الغير طبيعية التي تظن أن الناس يحتاجونها), و لكن كلما كبر سنك و ازدادت درايتك بالسوق, سهل عليك سلوك الطريق الثاني, لكن تبقى الأفكار الطبيعية أولى و أقرب للنجاح!
- الأفكار الطبيعية لا تبدو صلاحيتها لتكون نواة شركة للوهلة الأولى, و لذلك لا ينتبه لها أحد, إلا قناص الفرص! و كثير من الشركات الناجحة التي ذكرتها آنفا لم يبدأها أصحابها كشركات, بل بدأوها كمشاريع جانبية تحل لهم مشكلات شخصية! بل ينصحك بول غراهام ألا تركز في البداية على صلاحية الفكرة لتكون نواة شركة بالأساس, حتى لا تعقد الأمور, بل فكر فقط - في البداية - هل هي مشكلة مؤرّقة أم لا!

و يقول في موضع آخر - بتصرف شديد أيضا -
- الأفكار الطبيعية تضمن لك أن المشكلة موجودة, على الأقل عندك أنت, لكن في الطريق الثاني أنت تبني على الظنون! و هذه أشهر مشكلة يقع فيها مؤسسوا الشركات, أنهم يصنعون منتجات لا يريدها أحد!
هناك ثلاثة خصائص للأفكار الطبيعية: (1) هي أشياء يريدها صاحب الفكرة نفسه, و (2) يستطيع أن يصنعها بنفسه, و (3) يرى بعض الناس غيره أن الفكرة تستحق التنفيذ!
- حين توضع في موضع الاختيار بين فكرة تخدم الكثير من الناس و لكنهم لا يحتاجونها كثيرا, و بين فكرة تخدم القليل من الناس لكنهم يحتاجونها كثيرا, فإن عليك اختيار الثانية, و تقريبا كل الشركات الناشئة التي نجحت تتبع الاختيار الثاني! 
و ذلك أن هؤلاء القلة الذين يحتاجون منتجك بشدة, سيتغاضون عن الكثير من مشكلاته في البداية, و سيوافقون أن يشتروا من شخص مغمور مثلك, و سيتجوزون كثيرا في شروط قبول المنتج, و ستعتمد عليهم في إنضاج منتجك لتستطيع استهداف شرائح أوسع فيما بعد (سنفرد هذه النقطة بمقالة مستقبلية - إن شاء الله - لأهميتها)
- الفكرة التي يحتاجها بعض الناس بشدة في البداية مهمة جدا, لكنها غير كافية للنجاح بحد ذاتها ما لم تكن قابلة للتوسع, فمثلا فيسبوك نشأ بين طلاب جامعة هارفارد, لكن نقله لجامعات أخرى ثم للعالم أجمع كان ميسروا. فكيف أعرف أن هذه الفكرة قابلة للتوسع؟ غالبا, لن تعرف!!
إذا ما العمل؟
يجيب بول غراهام بإجابة محبطة نوعا ما, فيقول إذا كنت قريبا من مجال أو صناعة تتغير بسرعة فأغلب الظن أنك على الطريق الصحيح! كلام عام جدا, لكنه يؤكد - بصفته مستثمر و لا يضع أمواله فيما لا يعود عليه بالربح الوفير - يؤكد أن هذا هو الطريق!
يقلل من الإحباط قليلا أن تعلم أننا نعيش في عصر الجوالات/الموبايلات و الإنترنت, و قد رأيت المستثمرين يركزون جدا على تطبيقات الجوالات, و هذا الأمر ينطبق عندنا في مصر أيضا. و لا تفهم الحديث عن الموبايلات يقتصر على تلك الذكية مثل آيفون و أندرويد, و تطبيقات هذه الجوالات مقصودة بلا شك, لكن الأمر ينسحب على الهواتف الأقل ذكاء التي تدعم تطبيقات الجافا java, بل يعتبر الهواتف البسيطة جدا, الرخيصة جدا, و يعطيها أولوية, و تُستهدف هذه الجوالات بالرسائل القصيرة SMS و أكواد USSD (مثل أن تدخل # ثم رقما ثم * للحصول على شيء ما, نغمة مثلا).
قد لا يسبب لي هذا الأمر مشكلة شخصية, لأني مبرمج - بفضل الله - و الأمر قريب بالنسبة لي, أما من لا يستطيع البرمجة, فيكفيه أن يكون من مستخدميهذه التقنيات, ثم هذه فرصة مناسبة للبحث عن شريك!
و لكي أقلل من الإحباط كثيرا, فيعجبني جدا منهج التجربة و التعلم, خاصة إذا كانت التجارب رخيصة, على النحو الذي سنفصله في المقالات التالية - إن شاء الله - 
حقيقة, مقالة بول غراهام التي نقلت منها كثيرا في هذه المقالة تستحق القراءة, لكني استخرجت منها فقط ما رأيته مناسبا للسياق, فاقرأها و لن تندم - إن شاء الله -

نعود لصاحبنا المتململ دائما...
ما هي فكرتكم الطبيعية التي تبنون عليها مشروعكم؟
حسنا, يؤرقني شخصيا مشكلتان, المشكلة الأولى أنني أريد تأسيس شركة و مررت بفترات طويلة لا أدري من أين أبدأ و كيف, خاصة مع ضعف الإمكانات المادية؟, و هذه المدونة نواة لحل هذه المشكلة و التربح من هذه الفكرة.
المشكلة الثانية, أنني أريد شيئا يساعدني في تربية بناتي, مع تقليل الاعتماد على أساليب التلقي ذات الاتجاه الواحد (التليفزيون و الرسوم المتحركة) بل أريد شيئا تفاعليا يستمتع به الأطفال و يتعلمون ما يفيدهم, و لعل هذه هي فكرتي الطبيعية التالية - إن شاء الله -

الواجب المنزلي...
- لا تبحث عن أفكار, بل لاحظ مشكلات, و ابدأ بمشكلاتك الشخصية
- اكتب قائمة بأهم المشكلات التي تؤرقك شخصيا, ثم رتبها حسب درجة الإيلام, ثم اختر منها ما تستطيع حله بنفسك. لا تبدأ في التنفيذ الآن, بل صبر نفسك قليلا و سندلك على الخطوة التالية - إن شاء الله - 

أعلم أن هذه المقالة طويلة جدا, لكني أجرب فيها هل طولها يمنع من الاستفادة منها أم لا, خاصة أني شخصيا لا أجد مانعا من قراءة مقالة طويلة إذا كنت مهتما بموضوعها!


و كتبه...سامح دعبس 

Sunday, February 17, 2013

أول خطوات الفكرة .... المعده طريقك للنجاح



أشهر الأقوال المأثورة التي يسمعها رواد الأعمال في بلدنا الحبيب مصر عندما يصرح برغبته في بداية مشروعه الخاص هي :


"لو عايز تعمل مشروع وينجح.... المطعم مشروع مبيخسرش"
بالرغم من أن هذه العبارة يستشعر رائد الأعمال  تفاهتها .....
ربما لأنه يبحث عن فكرة غير تقليدية – من وجهة نظره -
ربما لأنها خارج مجال اهتماماته
وربما لأنه يبحث عن فكرة لا تحتاج مقومات كبيرة لبدايتها

لكن الحقيقة أن هذه المقولة تلخص عناصر الفكرة الناجحة لمشروعك ؟؟؟!!!

دعنا نفكر سويا ....

هل حقا "المطعم مشروع مبيخسرش" ؟

أعتقد أنكم الآن تقولون "ولماذا يخسر المطعم إذا كان الناس لا يتوقفون عن الأكل أبدا" :  )

حسنا دعنا نحاول إذن تلخيص عناصر نجاح فكرة المطعم في نقاط

مقومات نجاح فكرة المطعم هي  :

1- يلبي حاجه أساسية "يحل مشكلة"
2- يحتاجها كثير من الناس
3- يشبع هذه الحاجة بطريقه مرضية ومبتكرة  - يشمل في نموذج المطعم السعر والجودة وسهولة الحصول والطعم "طبعا" و...-
هذه العناصر التي تسببت في نجاح فكرة المطعم هي نفسها ما يسمي عند المتخصصين

مثلث إنشاء الفكرة :)

ولا يوجد مشروع ناجح إلا ويتوفر فيه هذه العناصر
دعنا ننتقل للواقع اليوم .....

كل الأمثلة التي تمثل الحلم لكل رواد الأعمال تقريبا مثل "لفيس بوك" و"جوجل" و"أمازون" و"ايباي" و.............
كلهم : - يحلون مشكله او يلبون حاجه - ويستهدفون شريحة عريضة - ويقدمون حلاً مناسباً ومبتكراً لها
والأن دورك أن تستخرج تلك العناصر من كل مشروع تراه ناجحا....
نعود للمطعم :)

ففكرة إنشاء المطعم تعتمد علي إستهداف " معدتك " لأنها ستدفعك لدفع المقابل المادي لتلبية حاجاتها
وهذا ما يقودنا للمرحلة الثانية ...

وهي إذا توفرت الشروط الأساسية في الفكرة فإن السؤال وقتها يكون

من أين تحصد المال وكيف ستحصل عليه ؟
ووفقا لمثال المطعم المكسب يكون بالشكل المباشر  "حتي يلبي نداء المعده ذلك العضو كثير الطلبات" :)

لكن في بعض الامثلة مصدر الربح لا يتخذ الشكل المباشر

كالـ "فيس بوك" مثلا موقع للتواصل الاجتماعي لكن هل الربح من رواد الموقع بالدفع المباشر؟

بالطبع لا :)
هذا سؤال يجب الإجابة عنه - بشكل مبدئي الأن - بعد التأكد من تمام أضلاع المثلث

وسنتناول طريقة الربح وتحديد مصدره بالتفصيل لاحقا إن شاء الله

من الأشياء المهمة التي نشير إليها هنا ما ينصح به أغلب رواد الأعمال
تلخيص فكرتك في كلمات بسيطة وسهلة من جملة واحدة
مثال :

فكرتي عمل مطعم يقدم "سندوتشات كبده وسجق " :)
في مكان شعبي بأسعار مثل السوق وخدمة وجودة جيدة

هل الأن يوجد أحد لم يفهم فكرتي ؟

القاعده تقول:
 إذا كنت تفهم ما تريد جيدا ... فأنت تستطيع تلخيصه وتوصيله للناس بكل سهولة

وهذا أيضا سيفيدك اذا أردت عرضها علي شركاء أو ممولين

يوجد فكرة مفيده جدا نذكرها هنا طرحها  "تيري سدجودن"
في كتابه "رسالة قصيرة وتأثير كبير Small Message, Big Impact "

 أسماها "رسالة المصعد" وهي تعبير مجازي يعبر عن محاولة صاحب الفكرة أو الرؤية تقديم رسالة لشرح فكرته حول منتج أو خدمة أو رؤية أو مبدأ معين في مدة وجيزة لا تتجاوز فترة ركوب المصعد

قم بصياغة رسالة المصعد الخاصة بك …  وستجد فارقا كبيراً .... وربما أثر ذلك عليك أولا
إذا قمت بتنفيذ العناصر السابقة فقد خطوت أول درجات سلم الفكرة وبداية مشروعك الخاص.....

نتمني لك التوفيق   :)
الواجب العملي

     1- إذا كان لديك فكرة تأكد من توافر عناصر وأضلاع المثلث فيها

     2-     اذا كان أضلاع المثلث غير متوفرة فلا تبحث عن إضافات وتعديلات مبالغ فيها ...
       -      كن صادقاً, تخلص منها فوراً ..... دعك من النموذج الحالم "لانه مبيأكلش عيش ":)  -

     3- إذا لم يكن لديك فكرة بعد فانتظر الفرج في مقال قادم قريبا إن شاء الله

     4- لا تبخل علينا بالملاحظات والأمثلة :)
زين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- شكر خاص للزملاء "عبد الحميد , شريف , سامح" لمساعدتهم لي في إختيار عنوان التدوينة:)
- شكر بالغ " للأستاذ مصطفي " الذي قام باستخراج الأخطاء اللغوية بالتدوينة - من المواد التي ساعدتني بقوة, محاضرة بعنوان

 - Make it or break it - 

قدمها سامر الصحن
والشكر للجميع موصول .........

Sunday, February 10, 2013

حين لا ينفعك ماجستير إدارة الأعمال MBA !


بسم الله...
كنت أحدثه عن إمكانية تأسيس شركة و ليس لدينا الكثير من المال, و أننا في مشوارنا الوظيفي قد قرأنا و سمعنا الكثير عن تأسيس الشركات, و لكننا لم نستطع التقاط خيط البداية, أو بعبارة أخرى: من أين نبدأ و ليس معنا الكثير من المال, أو ربما ليس معنا مال على الإطلاق!
فحدثني أنه ذهب للحصول على شهادة ماجستير إدارة الأعمال Master of Business Administration (MBA) لكنه بعدها لم يدر من أين يبدأ أيضا, و ليس معه إلا القليل من المال!
هل هذا يعني أن دراسة ماجستر إدارة الأعمال MBA غير مفيدة؟ و إن كان الجواب أنها غير مفيدة - كما يتضح في سياق القصة السابقة - , فهل نحن نفهم أكثر من ملايين البشر الذين يحصلون عليها و يُطلبون بالاسم في وظائف مرموقة في كبرى الشركات؟!
أعد قراءة بعض الكلمات التي ذكرتها.... وظائف مرموقة... كبرى الشركات...
أعد قراءتها ثانية, و احتفظ بها قليلا, سنعود إليها, فتابعنا...

ما هو ماجستير إدارة الأعمال MBA؟
لمن لا يعرف,  ماجستير إدارة الأعمال  MBA يشمل دراسة كل ما يحتاجه المرء في إدارة الأعمال من تخطيط استراتيجي, و تسويق, و محاسبة, و موارد بشرية, و تمويل, و إدارة العمليات...إلخ على تفصيل في المواد الأساسية و الاختيارية.

و كأني أسمع قارئا يتململ و يقول: و هل يحتاج من يؤسس شركة لأكثر من ذلك؟!

اصبر أخي, و تابع معي...

الفرق بين الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس و الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة...
توقف للحظة...
ركز...لأن هذه النقطة سنبني عليها الكثير من مقالاتنا التالية - إن شاء الله -...
الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس ليست نسخا مصغرة من الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة!
دعني أكررها مرة أخرى لأهميتها, و إن استطعت أن تحفظها فافعل!
الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس ليست نسخا مصغرة من الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة!

غامضة؟
إذا, تعالوا إلى التفاصيل...
أولا: الهدف: 
الشركات الكبرى تهدف إلى تكرار الربح عن طريق *تكرار أنشطة و إجراءات* معلومة تغطي كافة أجزاء نموذج الأعمال Business Model الذي تعتمد عليه (كيف ستربح؟ و ما تكلفة الإنتاج؟ و ما مواصفات المنتج؟ ما هي قنوات الاتصال بالزبائن؟ ما هي الموارد الأساسية في الإنتاج؟ ما هي الأنشطة الأساسية في الإنتاج؟ ...إلخ).تذكر ماذا يعني نموذج الأعمال لأننا سنستخدم هذا المصطلح كثيرا, ثم ركز على كلمة تكرار هذه.
الشركات الناشئة تهدف إلى *استكشاف* نموذج الأعمال الذي يمكنها تكراره لجني الأرباح باستمرار. ركز على كلمة استكشاف هذه.
إذا, آل الأمر إلى أن الفارق هو بين التكرار (في حالة الشركات الكبرى) و البحث عما يمكن تكراره (في حالة الشركات الناشئة).

و هذا يقودنا إلى الفارق الرئيسي الثاني: بيئة العمل:
في الشركات الكبرى يكون عدد الموظفين كبيرا, و كمية الأموال التي تتعامل معها الشركة كبيرة, و الأسواق معلومة, و لذلك فالخسائر تكون مؤلمة لهذه الشركات, و لذلك يبحثون عن أفضل الكوادر الإدارية و الفنية, و يبذلون لها الأموال بسخاء - ربما - لتقليل نسب المخاطر. و يعتبر الموظفون وظائف هذه الشركات مرموقة!
أما في الشركات الناشئة, فعدد الموظفين قليل جدا ( ربما لا يزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة), و غالبا الأموال المتاحة قليلة, و الأسواق تُستكشف, و أساليب البيع تُجرب.

يتفرع عن كل ما سبق الفارق الثالث: الأساليب:
في الشركات الكبرى, و  بسبب *التكرار* فإن أساليب الإدارة التقليدية تطبق كثيرا في هذه الشركات. و يتفرع عن ذلك أن الشركات التي تتبع أساليب الإدارة التقليدية ربما لا تتمتع بدرجة عالية من المرونة تسمح لها بالتكيف مع الأسواق سريعة التقلب.
أما في الشركات الناشئة, و بسبب *الاستكشاف*  فإن نسب الفشل عالية (كما ذكرنا في مقالة سابقة), و بالتالي تحتاج لمهارات *غير تقليدية* للوصول لنموذج الأعمال القابل للتكرار قبل نفاد الأموال القليلة المتاحة, و تحتاج لمرونة عالية غير موجودة في أساليب الإدارة التقليدية التي تعتمد على التخطيط الممل (و هذا موضوع مقالتنا التالية - إن شاء الله - فلن نطيل فيها هنا!)

ألم تمر عليك مثل هذه الكلمات من قبل... وظائف مرموقة...شركات كبرى...؟
بلى, هي هي الكلمات التي طلبتُ منك تذكرها في صدر المقالة!
و هي هي مفاتيح الجواب على سؤالك: هل ماجستير إدارة الأعمال MBA غير مفيد؟
و الجواب أنه مفيد في حالة أنك تشغل وظيفة مرموقة في شركة كبرى, *تكرر* نموذج أعمالها, و لو حاولت تطبيقها على شركة *تستكشف* نموذج أعمالها, فإني أبشرك بمثل ما بشرتك به في مقالة سابقة, أنك مقدم على كارثة! و أن نسبة نجاح مشروعك و استمراره ضئيلة, و تتضاءل مع الزمن!

نقاط ختامية...
1- العلوم التي تدرس في ماجستير إدارة الأعمال MBA أو غيرها مفيدة بلا شك, و توسع الأفق, لكن البدء فيها من غير حاجة آنية هو سوء استغلال للمال, و إن كنت غنيا فإنه سوء استغلال للوقت! فأولى لك عند تأسيس شركة أن تقضي وقتك في *استكشاف* نموذج الأعمال لا في تعلم علوم لم يحن وقتها تستنزف من وقتك الكثير.
2- في رأيي, أفضل وقت لدراسة ماجستير إدارة الأعمال هو عند بداية استقرار نموذج الأعمال, أو في المرحلة الانتقالية بين كون شركتك ناشئة و بين كونها شركة كبرى, أي حين تصير الشركة في مرحلة الشركات المتوسطة.
3- إذا وصلت لنقطة تعلم العلوم الإدارية, فلا تطبق ما فيها حرفيا, بل استلهم روح الإدارة و كيّف وضعك حسب الظروف, و لا تطبق ما تتعلمه لأنك تعلمته في الماجستير و حسب, بل تأكد أنه الأنسب للحالة التي تحتاج إلى التصرف الإداري الذي تواجهه.

استفدت كثيرا في هذه المقالة من مقالة لستيف بلانك 

الواجب المنزلي...
- أحتاج بشدة إلى من يقيم المقالة, لأستطيع التحسين...
  • من حيث الأسلوب: هل هو مشوق؟ ممل؟ 
  • من حيث الطول: طويل؟ قصير؟
  • من حيث السهولة: سهل؟ صعب؟
  • من حيث المادة المعروضة: ساذجة؟ عميقة؟
  • من حيث الفائدة: مفيدة؟ مضللة؟
فمن ينصحني و أكن له من الشاكرين؟


و كتبه...سامح دعبس

Friday, February 8, 2013

شريكي العزيز... عذرا, لا أوافقك الرأي!

 
بسم الله...

أشهر النصائح التي يُنصح بها من يؤسسون الشركات ألا يؤسسوها منفردين, بل يشاركوا من يكمل نقصهم, و يشد أزرهم, و يعينهم على نوائب الأسواق.
سنتحدث عن الشراكة كثيرا فيما بعد - إن شاء الله - و لكننا سنكتفي بمعيار واحد في اختيار الشركاء في هذه المقالة لندخل في صلب الموضوع بعدئذٍ. المعيار الذي اخترته لكم - لأهميته - هو ألا تشارك إلا من يكمل نقصك, فمثلا إذا كنت مبرمجا فلا تشارك مبرمجا آخرا إلا إذا كان العمل يحتاج لأكثر من مبرمج (و بالمناسبة, ربما لا تحتاج لذلك أبدا إذا اتبعت الاستراتيجيات التي سنبينها لاحقا - إن شاء الله -) بل ستحتاج - غالبا - إلى رجل سوق متخصص في البيع أو التسويق أو كليهما.
و قد طبقنا هذه النصيحة في شركتنا, فأنا مبرمج, و زين عمل فترة بياعا salesman, لنا اهتمامات مشتركة في مجال تأسيس الشركات, و نفترق بعد ذلك في الاهتمام بصناعة البرمجيات التي أتقنها أنا, و العلوم الإدارية التي يتقنها زين.

و بعد,...
فقد كتب شريكي زين, توثيقا للاجتماع التأسيسي لشركتنا الناشئة في مقالته السابقة, و لولا أنه أدخل في توثيق الاجتماع بعض آرائه الشخصية لما كتبت هذه المقالة!
حقيقة, ما أردت من كتابة هذه المقالة إلا أمرين:
الأول, أن أبشر بثقافة النقد و عدم قبول الأفكار من غير وزنها, و هذا لا يعني أني أملك الحق المطلق فيما ستقرأونه, و لكني أزعم أن رأيي صواب يحتمل الخطأ, و رأي شريكي خطأ يحتمل الصواب! و أنا شخصيا أستفيد جدا من مثل هذا النوع من النقاشات, فمن ناحية يزداد يقيني بما لدي من علم, أو أعلم الرأي الصواب فيما يهمني, و نشر هذه الأفكار في النهاية مفيد لمن يقرؤها.
الأمر الثاني, أن أبين للقراء أن الشركاء تحدث بينهم خلافات, و هذا شائع جدا, و ليس المطلوب أن يتطابق الشركاء في آرائهم و أفكارهم, و إلا فما الفائدة من شراكة رجل مثلي لا يضيف لي شيئا؟!
الجديد الذي نقدمه أننا نشر هذا الخلاف بين الناس كنموذج عملي لما يحدث في كل الشركات التي يملكها أكثر من شريك, لنفيد القراء و نستفيد من ردود أفعالهم على ما نفعل.

كالعادة...أطلت عليك, فندخل في صلب الموضوع, ما لا أوافق شريكي عليه...
1- الأمر الأول أني أحب أن أكتب بالفصحى - على ضعفي فيها - و زين يتجوز (يتساهل) في استخدام العامية, و إن كان يضع المفردات العامية بين علامات تنصيص ليبينها.
2- التركيز عن الرؤية و الهدف و ضرورة وضوح ذلك جميل جدا, و هو من الأهمية بمكان, لكني أزعم أن هذا الأمر يأخذ أكثر من حقه في أدبيات التنمية البشرية و تأسيس الشركات!
نعم, هذا الأمر في غاية الأهمية, لكن عند تأسيس الشركات تكون الرؤية غامضة في البداية, بل في الغالب هي خاطئة أيضا!
لن أطيل في هذه النقطة كثيرا لأنها موضوع مقالتي القادمة و سأبينها بمزيد من التفصيل - إن شاء الله -
3- الحديث كثيرا عن أن العميل و الموظف شركاء في الشركة له وقع سيء في نفسي بسبب خبرات الوظيفة في شركات تتحدث كثيرا و تعمل قليلا مما تقول. قد يكون الكلام صحيحا, و لكني أجد في نفسي شيئا منه. ربما هي حالة نفسية ليس أكثر!
4- أختلف مع شريكي أن استهداف الربح وحده لا يكفي, بل قد يكفي! نعم, من الصواب ألا ننشر عادات استهلاكية بين الناس, و أن نركز مشاريعنا على ما ينفعهم و يقويهم, لكن الواقع يشهد أن مشاريع التسلية و "اللاهدف" تربح كثيرا! فضلا عن مشاريع الفساد و الرذيلة التي تربح أكثر و أكثر, و ما أفلام السبكي و أغاني أوكا و أورتيجا عنا ببعيد!
المقصود أننا اخترنا أن ننفع الناس و نحقق أرباحا في نفس الوقت, و نرجو أن يُفلح سعينا, و لكن استهداف الربح وحده قد ينفع أيضا في تحقيق الثروات. 
5- هناك طريقان لاستهداف الربح: أن تخطط للربح من اليوم الأول في مشروعك, أو أن تخطط لاجتذاب زبائن كثر, ثم تكتسب منهم أرباحا فيما بعد. كلاهما قد يكون صحيحا, و الجمع بينهما ممكن (و هو ما ننتهجه في هذه المدونة) لكن عند التعارض, أُفضّل التفكير في الربح من اليوم الأول, و لو فكرت في الثانية فأهم معيار عندي هو كفاية ما معي من مال لتغطية مصاريف فترة ما قبل الربح من الزبائن. و بناء على ذلك فلا أرى أن ما فعله زين في مشروعه الذي حكى عنه, و لا ما فعله شريكه خاطيء, بل كلاهما صواب!
6- التقليد...
فكرة أن فلان فشل لأنه مقلد, و علان نجح لأنه مبدع فكرة هشة جدا, بل أنا أزعم أن التقليد نصف الإبداع!
لن أصدع رؤوسكم كثيرا بمميزات أن تكون آخر من يدخل السوق (مقلد) و مميزات أول من يدخل السوق, فهذا الأمر سيطول, و لكني سأكتفي بضرب مثالين شهيرين من المقلدين: 
المثال الأول هو سامسونج! و في رأيي هي أكبر مقلد في التاريخ, و انظروا كيف هي شركة ناجحة؟! بل هي واحدة من أنجح الشركات في العالم (تريتبها رقم 20 في أضخم 500 شركة في العالم في عام 2012)!
المثال الثاني - من أمثلة العرب - هو مكتوب, و هذا قد كان يقلد ياهوو كأنه ظله, و مع ذلك نجح نجاحا مدويا حتى اشترته ياهوو في النهاية!
حالات التقليد الناجحة كثيرة, و كذلك حالات الفشل, و الأمر يحتاج لدراسة حتى نخرج بأسباب حقيقة لا ظنية. و لو حزرت السبب فسأقول إن التقليد قد يؤدي للفشل إذا لم يصحبه ميزة فريدة تجعل المقلِّد مختلفا عن المقلَّد. لكن ظني أن الأمر أكبر من ذلك!

الواجب المنزلي...
- لا تقبل ما كتبته على أنه من المسلمات, بل اعرض رأيك لنثري الموضوع و نصل في النهاية لأفضل الآراء.
- كن إيجابيا و علق على ما تقرأ, سواء بالموافقة أو بالنقد, فإنا نستفيد من التعليقات و نحسب أن القراء يستفيدون أيضا!
- ابدأ في البحث عن شريك يكمل نقصك و لتبدآ معا شركتكما.
- لا تبتئس من شريكك الذي يخالفك, فالخلاف ظاهرة صحية.

و كتبه...سامح دعبس

Tuesday, February 5, 2013

شركتنا من الداخل - ما وراء المدونة



أعرف أن البعض الأن سيقول  " مش كفايه إن أول تدونه كتبتوا فيها  البؤساء في الوظيفة وقلبتوا علينا المواجع , و قلتم عايزين شهرة قلنا معلش , قلتم مش عيب نستهدف الربح قلنا نستحمل  .... إنما كمان هتكلمونا بتعملوا ايه ورا المدونة ؟؟؟!!!
ناقص  تقولوا إنكوا كنتوا قاعدين علي القهوة في عز التلج وشربتو كاكاو والقهوجي كان اسمه إبراهيم" :)


لا تندهش إن كان الرد أن كل ما سبق مقصود بعينه....

أحد أهم مقاصدنا من وراء هذه المدونة هو تقديم دليلا عمليا بعيدا عن الكلام النظري أو التحفيز  بدون أمثلة واقعية مع تطبيق كل ما تعلمناه ونتعلمه علي مشروعنا

ووفقا لمبدأ الربح المتبادل فمن حقكم وأنتم شركاء لنا أن تعرفوا الخطوات العملية لتعينكم علي البدء كما تدعمونا أيضا بملاحظاتكم النافعة

نعود مرة أخري إلي القهوة:)

1-    أول النقاط التي تناولناها كانت أهمية تحديد الهدف والرؤية
يقول المثل الشهير : "إذا لم تكن تعلم أين تذهب ، فكل الطرق تؤدي إلى هناك " - تؤدي إلي لا شئ-

نعم قلنا أننا نهدف للربح  ... لكن هذا لا يكفي

موقع المليون بكسل الذي دخل صاحبه "نادي المليونيرات" بفكرته تم تقليده بالنسخة العربية المليون درهم ولم ينجح كما ذكرنا بالتدوينة السابقة رغم وحدة الفكرة...!!!
والأعجب أن صاحبه نفسه أعاد الفكرة بوقع شبيه وأيضا لم تنجح ؟؟؟!!!
يحلل شبايك ذلك ويقول في تدوينتة
- من ضمن أسباب الإخفاق " عدم نبل الهدف " الخاص بالمشروع الثاني -
حيث أن موقعه الأول كان سبب إنشائه ليعاونه علي مصاريف الدراسة الجامعية
وقد أعلن ذلك في موقعه الأول

رغم إتفاق الفكرة لكن الرؤية والهدف هما المحرك الأساسي ... وهما من يحدد إلي أين تذهب

نعود للأمثلة العربية:)

مشروعات "التيك اواي" إذا صح التعبير
"هوجه " من محلات السنترالات ثم موبيلات ثم  ثم  ثم .......
تنجح النماذج الأولي وتفشل البقية
نعم هناك أسباب عديده لإنتهاء هذه الظواهر.....  لكن عن شريحة المقلدين أتحدث
أحد الناس يقيم مشروعا ويجني ربحا فيذهب الأخر ليقلده  دون رؤية أو هدف ....
فقط الربح .......     "كان غيرك اشطر" :((

تريدون مثالا آخر؟؟ …. حسنا:

منذ خمس سنوات إشتركت أنا وزميل لي في مشروع قائم علي التوريدات
كانت رؤيتي وقتها أنها "سبوبه " مؤقته , أما زميلي فكان يري أنها مشروع حياة
النهاية كانت بعد ثلاث سنوات عندما قلت الأرباح
كان زميلي يري الإستمرار لأنك حتي وإن لم تحصد المال الكثير فأنت تبني جذور مع عملائك
وتبقي في السوق وهذا هو الربح بالنسبة له
أما أنا فكنت أري أن هدفي هو المال فقط ... وبما أنه أصبح قليلا فلا داعي للإستمرار
وفي النهاية ذهبنا الي ما دفعتنا اليه رؤيتنا .... وتوقف المشروع .

2- في التدوينات السابقة كنا نقوم بالمراجعة المشتركة قبل النشر ….قررنا التوقف عن ذلك
فليحافظ كل من الشركاء علي أسلوبه الخاص وميزته التنافسية
بل ونختلف ويظهر ذلك في التعليقات  ويثري ذلك الفكرة ....
"وكله في مصلحة القراء"
3-    كتابة الاتفاق وتوزيع المهام
قال الله تبارك وتعالي في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)  
لا تسمع الي من يقول "مش مهم الكتابة دي حاجات معروفه" :((
من يعرف كم المشكلات التي تحدث بين الشركاء من جميع أطيافهم وفئاتهم وخلفياتهم الثقافية والتعليمية والدينية .... يدرك عظمة هذه الاية

نعم وهي أطول آيات القرآن ....

كنت أتحدث بالأمس مع أحد الأصدقاء وهو أحد نماذج رواد الأعمال الجدد
بل ربما يكون أكثر النماذج التي أعرفها "جنونا" :)
كان يحدثني عن مشروعه وموقف الشركاء وكيف يمر الأن بمنعطف خطير
والسبب ... عدم الكتابة :((
ليس ذلك فحسب بل قمنا بكتابه دائرة نفوذ كل شخص وكيف ندير الخلاف في الرأي
ولمن نرجع إذا لم نتفق .....

ربما يكون ذلك غريبا بعض الشئ لكن مرارة التجارب التي شاهدناها تدفعك لتجنب هذه الفخاخ
أعرف أني أطلت عليكم لكن سأحاول الإختصار

4-    تحدثنا عن بعض القيم الأساسية وبعض الأشياء التي لن نقبل بها أبدا بيننا .
5-    تحدثنا عن بعض الواجبات  ....  وأشير هنا أنها شملت خطة القراءة والمتابعة للمدة القادمة  .....
فقوام أي مؤسسه أو فكرة ناجحه هي "إنسان"
مدي قوة الفكرة أو المؤسسة = قوة الإنسان بداخلها .

6- صلاة الاسْتِخَارَة:
    عنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ .
7-    إنتهت الجلسة "بعد أن دفعنا 12 جنيه , وجنيه بقشيش لإبراهيم القهوجي" :)))

الواجب المنزلي:
- حدد رؤيتك
- أكتب الإتفاق
- حدد الأدوار
- وليحافظ كل شريك علي اسلوبه - واستخير قبل ذلك وبعده
ونصيحة :" لا تجلس في البرد فتصاب بالإنفلونزا مثلنا" :)

توثيق:)
كانت جلستنا التي قررنا فيها بدء المدونة يوم الأحد  27/1/2013
أول التدوينات يوم الثلاثاء   29/1/2013
أحداث هذه التدوينة الجمعة  1/2/2013
ومعكم يستمر التقدم إن شاء الله …....
زين