Friday, February 8, 2013

شريكي العزيز... عذرا, لا أوافقك الرأي!

 
بسم الله...

أشهر النصائح التي يُنصح بها من يؤسسون الشركات ألا يؤسسوها منفردين, بل يشاركوا من يكمل نقصهم, و يشد أزرهم, و يعينهم على نوائب الأسواق.
سنتحدث عن الشراكة كثيرا فيما بعد - إن شاء الله - و لكننا سنكتفي بمعيار واحد في اختيار الشركاء في هذه المقالة لندخل في صلب الموضوع بعدئذٍ. المعيار الذي اخترته لكم - لأهميته - هو ألا تشارك إلا من يكمل نقصك, فمثلا إذا كنت مبرمجا فلا تشارك مبرمجا آخرا إلا إذا كان العمل يحتاج لأكثر من مبرمج (و بالمناسبة, ربما لا تحتاج لذلك أبدا إذا اتبعت الاستراتيجيات التي سنبينها لاحقا - إن شاء الله -) بل ستحتاج - غالبا - إلى رجل سوق متخصص في البيع أو التسويق أو كليهما.
و قد طبقنا هذه النصيحة في شركتنا, فأنا مبرمج, و زين عمل فترة بياعا salesman, لنا اهتمامات مشتركة في مجال تأسيس الشركات, و نفترق بعد ذلك في الاهتمام بصناعة البرمجيات التي أتقنها أنا, و العلوم الإدارية التي يتقنها زين.

و بعد,...
فقد كتب شريكي زين, توثيقا للاجتماع التأسيسي لشركتنا الناشئة في مقالته السابقة, و لولا أنه أدخل في توثيق الاجتماع بعض آرائه الشخصية لما كتبت هذه المقالة!
حقيقة, ما أردت من كتابة هذه المقالة إلا أمرين:
الأول, أن أبشر بثقافة النقد و عدم قبول الأفكار من غير وزنها, و هذا لا يعني أني أملك الحق المطلق فيما ستقرأونه, و لكني أزعم أن رأيي صواب يحتمل الخطأ, و رأي شريكي خطأ يحتمل الصواب! و أنا شخصيا أستفيد جدا من مثل هذا النوع من النقاشات, فمن ناحية يزداد يقيني بما لدي من علم, أو أعلم الرأي الصواب فيما يهمني, و نشر هذه الأفكار في النهاية مفيد لمن يقرؤها.
الأمر الثاني, أن أبين للقراء أن الشركاء تحدث بينهم خلافات, و هذا شائع جدا, و ليس المطلوب أن يتطابق الشركاء في آرائهم و أفكارهم, و إلا فما الفائدة من شراكة رجل مثلي لا يضيف لي شيئا؟!
الجديد الذي نقدمه أننا نشر هذا الخلاف بين الناس كنموذج عملي لما يحدث في كل الشركات التي يملكها أكثر من شريك, لنفيد القراء و نستفيد من ردود أفعالهم على ما نفعل.

كالعادة...أطلت عليك, فندخل في صلب الموضوع, ما لا أوافق شريكي عليه...
1- الأمر الأول أني أحب أن أكتب بالفصحى - على ضعفي فيها - و زين يتجوز (يتساهل) في استخدام العامية, و إن كان يضع المفردات العامية بين علامات تنصيص ليبينها.
2- التركيز عن الرؤية و الهدف و ضرورة وضوح ذلك جميل جدا, و هو من الأهمية بمكان, لكني أزعم أن هذا الأمر يأخذ أكثر من حقه في أدبيات التنمية البشرية و تأسيس الشركات!
نعم, هذا الأمر في غاية الأهمية, لكن عند تأسيس الشركات تكون الرؤية غامضة في البداية, بل في الغالب هي خاطئة أيضا!
لن أطيل في هذه النقطة كثيرا لأنها موضوع مقالتي القادمة و سأبينها بمزيد من التفصيل - إن شاء الله -
3- الحديث كثيرا عن أن العميل و الموظف شركاء في الشركة له وقع سيء في نفسي بسبب خبرات الوظيفة في شركات تتحدث كثيرا و تعمل قليلا مما تقول. قد يكون الكلام صحيحا, و لكني أجد في نفسي شيئا منه. ربما هي حالة نفسية ليس أكثر!
4- أختلف مع شريكي أن استهداف الربح وحده لا يكفي, بل قد يكفي! نعم, من الصواب ألا ننشر عادات استهلاكية بين الناس, و أن نركز مشاريعنا على ما ينفعهم و يقويهم, لكن الواقع يشهد أن مشاريع التسلية و "اللاهدف" تربح كثيرا! فضلا عن مشاريع الفساد و الرذيلة التي تربح أكثر و أكثر, و ما أفلام السبكي و أغاني أوكا و أورتيجا عنا ببعيد!
المقصود أننا اخترنا أن ننفع الناس و نحقق أرباحا في نفس الوقت, و نرجو أن يُفلح سعينا, و لكن استهداف الربح وحده قد ينفع أيضا في تحقيق الثروات. 
5- هناك طريقان لاستهداف الربح: أن تخطط للربح من اليوم الأول في مشروعك, أو أن تخطط لاجتذاب زبائن كثر, ثم تكتسب منهم أرباحا فيما بعد. كلاهما قد يكون صحيحا, و الجمع بينهما ممكن (و هو ما ننتهجه في هذه المدونة) لكن عند التعارض, أُفضّل التفكير في الربح من اليوم الأول, و لو فكرت في الثانية فأهم معيار عندي هو كفاية ما معي من مال لتغطية مصاريف فترة ما قبل الربح من الزبائن. و بناء على ذلك فلا أرى أن ما فعله زين في مشروعه الذي حكى عنه, و لا ما فعله شريكه خاطيء, بل كلاهما صواب!
6- التقليد...
فكرة أن فلان فشل لأنه مقلد, و علان نجح لأنه مبدع فكرة هشة جدا, بل أنا أزعم أن التقليد نصف الإبداع!
لن أصدع رؤوسكم كثيرا بمميزات أن تكون آخر من يدخل السوق (مقلد) و مميزات أول من يدخل السوق, فهذا الأمر سيطول, و لكني سأكتفي بضرب مثالين شهيرين من المقلدين: 
المثال الأول هو سامسونج! و في رأيي هي أكبر مقلد في التاريخ, و انظروا كيف هي شركة ناجحة؟! بل هي واحدة من أنجح الشركات في العالم (تريتبها رقم 20 في أضخم 500 شركة في العالم في عام 2012)!
المثال الثاني - من أمثلة العرب - هو مكتوب, و هذا قد كان يقلد ياهوو كأنه ظله, و مع ذلك نجح نجاحا مدويا حتى اشترته ياهوو في النهاية!
حالات التقليد الناجحة كثيرة, و كذلك حالات الفشل, و الأمر يحتاج لدراسة حتى نخرج بأسباب حقيقة لا ظنية. و لو حزرت السبب فسأقول إن التقليد قد يؤدي للفشل إذا لم يصحبه ميزة فريدة تجعل المقلِّد مختلفا عن المقلَّد. لكن ظني أن الأمر أكبر من ذلك!

الواجب المنزلي...
- لا تقبل ما كتبته على أنه من المسلمات, بل اعرض رأيك لنثري الموضوع و نصل في النهاية لأفضل الآراء.
- كن إيجابيا و علق على ما تقرأ, سواء بالموافقة أو بالنقد, فإنا نستفيد من التعليقات و نحسب أن القراء يستفيدون أيضا!
- ابدأ في البحث عن شريك يكمل نقصك و لتبدآ معا شركتكما.
- لا تبتئس من شريكك الذي يخالفك, فالخلاف ظاهرة صحية.

و كتبه...سامح دعبس

7 comments:

  1. و الله انا سعيد باللي شايفه ده
    اخيرا حاسيت بجد اني مش في عالم لوحدي و دايما بكلم نفسي
    انا تراودني افكاركم من وقت طويل
    يمكن اكثر ما دفعني في هذا الاتجاه هو ترجمة شبايك لمقدمة كتاب ابي الغني ابي الفقير...و حتي من ايام قليلة جلست في المكتبه خمس ساعات لاجد اول الطريق و بالفعل احس اني وجدت اول الخيط
    اشتريت ابي الغني ابي الفقير و عكفت علي دراسته ...يمكن اول مرة اعملها في حياتي اني اعكف علي فحص كل كلمة في الكتاب بهذا الشكل

    ReplyDelete
    Replies
    1. الحمد لله الذي وفقنا لنفع الناس
      ليس هذا هو الكتاب الذي تبدأ به, و إن كان كتابا جيدا طبعا, قد قرأت تلخيص شبايك له و أعجبني جدا
      ولا أعلم كتابا عربيا - للأسف - يصلح للابتداء
      و هذا ما نود نشره بين الناس في هذه المدونة: إنشاء الشركات بخطوات عملية
      و لو كنت ناصحك بكتاب واحد فقط تقرؤه في موضوع إنشاء الشركات لنصحتك بكتاب
      Running Lean
      و هذا الكتاب استفدنا منه كثيرا و سننقل منه الكثير لاحقا إن شاء الله
      أو اصبر معنا قليلا تجد ما يسرك إن شاء الله :)

      Delete
  2. اتفق معك تماما في النقطة 4
    مع اضافة انه ممكن يكون استهداف الربح المطلق لتكوين ثروة وفقط بغض النظر عن القيمة المضافة الحقيقية للمجتمع او للانتاج...يمكن استخدامه كهدف مرحلي

    ReplyDelete
    Replies
    1. طبعا اقصد مع عدم التعارض مع قيم المجتمع و مع الشرع ...زي الامثلة اللي ذكرتها

      Delete
  3. كلمت احد الاخوة عن مشروعي الذي درسته ...و هو التطوير العقاري فسألني و ما هو التطوير العقاري فشرحت له...فكان تعليقه ...انها فكرة قديمة عادية ايه الجديد الذي جئت به

    الشاهد ان الدراسة اقصد دراسة الجدوي الاقتصادية هي الحكم علي الفكرة ما تحرينا فيها الدقة.. و ليس ان الفكرة جديدة او قديمة

    تعليقا علي نقطة 6

    ReplyDelete
    Replies
    1. لا تقم بعمل دراسة جدوى أو خطة عمل
      هذا مضيعة للوقت و الجهد و أحد طرق فشل الشركات الناشئة الصغيرة
      سأتطرق لهذا الموضوع في المقالة بعد القادمة إن شاء الله
      و حتى ييسر الله كتابتها, صبر نفسك بهذه المعلومات
      http://www.thiqah.com/index.php?option=com_content&view=article&id=304%3A2013-02-01-15-20-33&catid=122%3Anews&Itemid=116
      سنعرض في المقالات التالية - إن شاء الله - طرقا أسرع و أقل كلفة في اختبار الأفكار لتكيفها أنت على حسب متطلباتك
      فابق معنا :)

      Delete
  4. emperor casino - Legit Gambling Sites, Sportsbook & Casino
    Play legal casino games with great bonuses at trusted online casinos. Find the best 제왕카지노 online casino jeetwin for you! クイーンカジノ Enjoy free games and win real cash!

    ReplyDelete