Sunday, February 10, 2013

حين لا ينفعك ماجستير إدارة الأعمال MBA !


بسم الله...
كنت أحدثه عن إمكانية تأسيس شركة و ليس لدينا الكثير من المال, و أننا في مشوارنا الوظيفي قد قرأنا و سمعنا الكثير عن تأسيس الشركات, و لكننا لم نستطع التقاط خيط البداية, أو بعبارة أخرى: من أين نبدأ و ليس معنا الكثير من المال, أو ربما ليس معنا مال على الإطلاق!
فحدثني أنه ذهب للحصول على شهادة ماجستير إدارة الأعمال Master of Business Administration (MBA) لكنه بعدها لم يدر من أين يبدأ أيضا, و ليس معه إلا القليل من المال!
هل هذا يعني أن دراسة ماجستر إدارة الأعمال MBA غير مفيدة؟ و إن كان الجواب أنها غير مفيدة - كما يتضح في سياق القصة السابقة - , فهل نحن نفهم أكثر من ملايين البشر الذين يحصلون عليها و يُطلبون بالاسم في وظائف مرموقة في كبرى الشركات؟!
أعد قراءة بعض الكلمات التي ذكرتها.... وظائف مرموقة... كبرى الشركات...
أعد قراءتها ثانية, و احتفظ بها قليلا, سنعود إليها, فتابعنا...

ما هو ماجستير إدارة الأعمال MBA؟
لمن لا يعرف,  ماجستير إدارة الأعمال  MBA يشمل دراسة كل ما يحتاجه المرء في إدارة الأعمال من تخطيط استراتيجي, و تسويق, و محاسبة, و موارد بشرية, و تمويل, و إدارة العمليات...إلخ على تفصيل في المواد الأساسية و الاختيارية.

و كأني أسمع قارئا يتململ و يقول: و هل يحتاج من يؤسس شركة لأكثر من ذلك؟!

اصبر أخي, و تابع معي...

الفرق بين الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس و الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة...
توقف للحظة...
ركز...لأن هذه النقطة سنبني عليها الكثير من مقالاتنا التالية - إن شاء الله -...
الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس ليست نسخا مصغرة من الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة!
دعني أكررها مرة أخرى لأهميتها, و إن استطعت أن تحفظها فافعل!
الشركات الصغيرة أو الناشئة أو تحت التأسيس ليست نسخا مصغرة من الشركات الكبيرة أو القائمة أو المستقرة!

غامضة؟
إذا, تعالوا إلى التفاصيل...
أولا: الهدف: 
الشركات الكبرى تهدف إلى تكرار الربح عن طريق *تكرار أنشطة و إجراءات* معلومة تغطي كافة أجزاء نموذج الأعمال Business Model الذي تعتمد عليه (كيف ستربح؟ و ما تكلفة الإنتاج؟ و ما مواصفات المنتج؟ ما هي قنوات الاتصال بالزبائن؟ ما هي الموارد الأساسية في الإنتاج؟ ما هي الأنشطة الأساسية في الإنتاج؟ ...إلخ).تذكر ماذا يعني نموذج الأعمال لأننا سنستخدم هذا المصطلح كثيرا, ثم ركز على كلمة تكرار هذه.
الشركات الناشئة تهدف إلى *استكشاف* نموذج الأعمال الذي يمكنها تكراره لجني الأرباح باستمرار. ركز على كلمة استكشاف هذه.
إذا, آل الأمر إلى أن الفارق هو بين التكرار (في حالة الشركات الكبرى) و البحث عما يمكن تكراره (في حالة الشركات الناشئة).

و هذا يقودنا إلى الفارق الرئيسي الثاني: بيئة العمل:
في الشركات الكبرى يكون عدد الموظفين كبيرا, و كمية الأموال التي تتعامل معها الشركة كبيرة, و الأسواق معلومة, و لذلك فالخسائر تكون مؤلمة لهذه الشركات, و لذلك يبحثون عن أفضل الكوادر الإدارية و الفنية, و يبذلون لها الأموال بسخاء - ربما - لتقليل نسب المخاطر. و يعتبر الموظفون وظائف هذه الشركات مرموقة!
أما في الشركات الناشئة, فعدد الموظفين قليل جدا ( ربما لا يزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة), و غالبا الأموال المتاحة قليلة, و الأسواق تُستكشف, و أساليب البيع تُجرب.

يتفرع عن كل ما سبق الفارق الثالث: الأساليب:
في الشركات الكبرى, و  بسبب *التكرار* فإن أساليب الإدارة التقليدية تطبق كثيرا في هذه الشركات. و يتفرع عن ذلك أن الشركات التي تتبع أساليب الإدارة التقليدية ربما لا تتمتع بدرجة عالية من المرونة تسمح لها بالتكيف مع الأسواق سريعة التقلب.
أما في الشركات الناشئة, و بسبب *الاستكشاف*  فإن نسب الفشل عالية (كما ذكرنا في مقالة سابقة), و بالتالي تحتاج لمهارات *غير تقليدية* للوصول لنموذج الأعمال القابل للتكرار قبل نفاد الأموال القليلة المتاحة, و تحتاج لمرونة عالية غير موجودة في أساليب الإدارة التقليدية التي تعتمد على التخطيط الممل (و هذا موضوع مقالتنا التالية - إن شاء الله - فلن نطيل فيها هنا!)

ألم تمر عليك مثل هذه الكلمات من قبل... وظائف مرموقة...شركات كبرى...؟
بلى, هي هي الكلمات التي طلبتُ منك تذكرها في صدر المقالة!
و هي هي مفاتيح الجواب على سؤالك: هل ماجستير إدارة الأعمال MBA غير مفيد؟
و الجواب أنه مفيد في حالة أنك تشغل وظيفة مرموقة في شركة كبرى, *تكرر* نموذج أعمالها, و لو حاولت تطبيقها على شركة *تستكشف* نموذج أعمالها, فإني أبشرك بمثل ما بشرتك به في مقالة سابقة, أنك مقدم على كارثة! و أن نسبة نجاح مشروعك و استمراره ضئيلة, و تتضاءل مع الزمن!

نقاط ختامية...
1- العلوم التي تدرس في ماجستير إدارة الأعمال MBA أو غيرها مفيدة بلا شك, و توسع الأفق, لكن البدء فيها من غير حاجة آنية هو سوء استغلال للمال, و إن كنت غنيا فإنه سوء استغلال للوقت! فأولى لك عند تأسيس شركة أن تقضي وقتك في *استكشاف* نموذج الأعمال لا في تعلم علوم لم يحن وقتها تستنزف من وقتك الكثير.
2- في رأيي, أفضل وقت لدراسة ماجستير إدارة الأعمال هو عند بداية استقرار نموذج الأعمال, أو في المرحلة الانتقالية بين كون شركتك ناشئة و بين كونها شركة كبرى, أي حين تصير الشركة في مرحلة الشركات المتوسطة.
3- إذا وصلت لنقطة تعلم العلوم الإدارية, فلا تطبق ما فيها حرفيا, بل استلهم روح الإدارة و كيّف وضعك حسب الظروف, و لا تطبق ما تتعلمه لأنك تعلمته في الماجستير و حسب, بل تأكد أنه الأنسب للحالة التي تحتاج إلى التصرف الإداري الذي تواجهه.

استفدت كثيرا في هذه المقالة من مقالة لستيف بلانك 

الواجب المنزلي...
- أحتاج بشدة إلى من يقيم المقالة, لأستطيع التحسين...
  • من حيث الأسلوب: هل هو مشوق؟ ممل؟ 
  • من حيث الطول: طويل؟ قصير؟
  • من حيث السهولة: سهل؟ صعب؟
  • من حيث المادة المعروضة: ساذجة؟ عميقة؟
  • من حيث الفائدة: مفيدة؟ مضللة؟
فمن ينصحني و أكن له من الشاكرين؟


و كتبه...سامح دعبس

7 comments:

  1. في انتظار مقال الاستكشاف :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. هي سلسلة مقالات إن شاء الله, فابق معنا :)

      Delete
  2. الأسلوب رشيق و يحتاج فقط في هذه النوعية من الكتابة إلى الاسترسال قدر الإمكان
    الطول مناسب
    سهل الفهم و يحتاج لبعض التفصيل في بعض الأمور مثل الأنشطة و الإجراءات
    المادة ليست عميقة و ليست ساذجة حتى الآن و لكنها توحي بأمر كبير في المقالات المقبلة و لكن يغلب الظن أن الحقيقة أقل المتوقع
    الفئدة تتضح عند التجربة :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. - يعني هل أسترسل في ضرب الأمثلة مثلا أم في شرح الفكرة؟ فأين الموضع الذي احتاج لاسترسال و لم أفعل فيه؟
      - الإجراءات و الأنشطة ستأتي إن شاء الله بالتفصيل في المقالات المقبلة, لكن الهدف الذي نرجوه, أن نصل لنقطة البداية بأقل تكلفة ممكنة, ثم كل الآليات التالية فائدتها في الاستكشاف المبكر للمشكلات, و يظل عبء حل هذه المشكلات على صاحب المشروع.
      - لم أفهم هذه الجملة " لكن يغلب الظن أن الحقيقة أقل المتوقع", فهلا وضحت متفضلا؟
      و جزاك الله خيرا على التعليق :)

      Delete
  3. الله يسامحك كنت بخطط بالفعل و بعمل اتصالات للحصول علي
    MBA
    بجد انت جاوبتني عن نفس السؤال اللي كنت بتسائله من غير ما اسألك

    ReplyDelete
    Replies
    1. أكرمك الله :)
      إن كنت تخطط لها من أجل تأسيس شركة, فلا تفعل *الآن*
      و إن غير ذلك, فابدأ في تأسيس شركتك و أجلها
      فإن لم تفعل فتوكل على الله, ستوسع مداركك و تعرفك الكثير, و هي علوم تنفع إن شاء الله

      Delete
  4. تجربتي الشخصية في دراسة ماجستير إدارة الأعمال في مصر
    Your Guide to MBA in Egypt (1-Why and Where)
    http://blog.newegyptconsulting.com/2011/07/mba-egypt-gsb-master-aast.html

    ReplyDelete